سعيد أباظه المحامي يكتب على صفحته “عندما يُقبر نقيب”

كتب الأستاذ سعيد أباظة المحامي على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك قصة قصيرة من تأليفه بعنوان “عندما يُقبر نقيب”، ونعرض لكن نصها:

عندما يُقبر نقيب

لم يستيقظ فى موعده كعادته حضر اهله يوقظوه وجدوه جثه هامده .. انتشر الخبر وشاع بين الاهل والاصدقاء وبثته وسائل الاعلام
غسلوه وكفنوه هذا الجسم الضخم طويل القامه عريض المنكبين لايقدر على الحراك وهاهو محمول على الاكتاف فى الطريق الى المقر الاخير

غادر القصر المنيف وترك المال والبنون والسلطان والهيلمان والجاه وفقد اسمه واكتسب اسم الجثه .. ولقب المرحوم … صلوا عليه واقبروه فى قبرو سعه بالعافيه فنام نومه القرفصاء .. ثم اسدلوا عليه الحجر واهالوا عليه التراب
شيعوه ثم تركوه وعادوا ليمارسوا حياتهم وكأنه لم يكن موجودا …

الذين صرخوا عليه فى الصباح جلسوا يتناولون وجبه الغذاء متأخره قليلا ثم دارت حلقات سمر المشيعين وتناولوا المرحوم بين منافق يمدح القادم ويذكر مساوىء الراحل .. وبين من مازال على العهد يتحدث عن المرحوم بماثر ومباخر وتنعيم وتسليم …

بدات الليله الاولى للمرحوم … وحشه القبر لا احد معه سوى عمله … واه ثم اه من عمله .. فتح الكتاب وخرج منه شريط الحياه سريعا … الى ان جاء الى فتره ماقبل الموت حينما اعتلى كرسى النقابه عندما فتحت هذه الصفحه خرجت منها صرخات مرعبه جلجلت القبر واصابته بالذعر انها اصوات دعاء المظلومين من الذين كانوا يدعون عليه وعلى افعاله ..

فهذه ارمله لم تجد معاش لها بعد وفاه زوجها لان النقيب حجب عنها المعاش بافكاره وتعقيداته التى كان يستمتع بها حال حياته فى تعذيب الاخرين … وهذا مات على فراش المرض دعى عليه لانه لم يوافيه حقه فى العلاج … وهذا حرمه من تجديد كارنيه النقابة فقطع عليه رزقه… وهذه داعية عليه لأنه راودها عن نفسها وهى زوجه رجل يعمل معه وإفتضحت وفٌضح امرها … وهذا .. وهذا .. الاف المظلومين يصرخون ويضغطون ويضيقون عليه قبره … فيصرخ مستغيثا أنجدونى يا رجالات الدوله اغيثونى … اين انتم يا ٥٦ عضوا دعمتمونى وهتفتم بحياتى ولقراراتى . اين أنتم يامن أكلتم على موائدى؟ ونهلتم من عطائي؟

فيرد عليه ألست أنت من كنت تتكبر وتتعالى وتتجبر … ألست أنت الذى وقفت وقلت انا نقيبكم الأعلى وأن أمرى لايُرد … أنا الحاكم الآمر الناهى … لمن الملك اليوم … لله الواحد القهار

عندها ستقول ربى ارجعنى اعمل صالحا !! فلا رجعه لك ولاعوده فكم ارسلنا اليك العبر لتعتبر ولكنك كفرعون بل زدت عنه لأنك كان حولك ٥٦ هامان وليس هامان واحد !!

الأمس كان يوم عمل بدون حساب، واليوم حساب ولاعمل !!
هاهو مقعدك الذى بؤته لنفسك فإنك كنت من الظالمين !!!
هذه عظه وعبره لمن يعتبر فهل يعتبر ام سيظل على غيه وكبره وينطبق عليه القول الكريم
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا صدق الله العظيم !!
اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد….

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*